قصبة الأوداية.. عبق التاريخ وصدى الأندلس بالمغرب

 

تعد "قصبة الأوداية" من أبرز المعالم التاريخية في العاصمة المغربية الرباط وقبلة سياحية بارزة بالنظر لما تزخر بها من آثار تاريخية تختزل قرونا طويلة من تاريخ البلاد وتحمل الكثير من بصمات الحضارة الأندلسية وملامح التعدد والتعايش في المملكة كانت الأوادية، وهي من المعالم المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي للإنسانية، في الأصل قلعة عسكرية وضعها لبناتها الأولى السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين في بداية القرن الثاني عشر الميلادي لمحاربة الإمارة الأمازيغية المعروفة تاريخيا بالدولة البرغواطية، ثم أصبحت قاعدة لجيوشه عندما هب لمحاربة الإسبان في الأندلس.

على مر التاريخ، ستزداد الأهمية الإستراتيجية للقصبة، خاصة في عهد الإمبراطورية الموحدية التي امتد سلطانها من أعماق الصحراء الكبرى في أفريقيا، إلى أجزاء واسعة من شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث سيوسع السلطان يعقوب المنصور القصبة، جاعلا منها حصنا حصينا يرتاح فيه الجنود، ومخزنا للسلاح والعتاد والزاد.

تتوسط القصبة حديقة أندلسية أقيمت في القرن السابع عشر الميلادي خلال عهد السلطان العلوي المولى الرشيد، يحيط بالحديقة سور نحت في الصخر، قبل أن تضاف إليه أشكال هندسية حديثة في بداية القرن العشرين.

تحمل دروب وأزقة القصبة أسماء عائلات موريسكية استقرت داخل أسوار القصبة بعد تهجيرها من الأندلس عقب سقوط غرناطة.




ليست هناك تعليقات